حقيقة.!

قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت.

إيفـان بونـين.pdf

للمؤلف: محمود عبد الواحد
إيفان بونين واحد من أعلام الأدب الروسي الكلاسيكي، قال عنه غوركي في رسالة إلى الشاعر بيلاوسوف... أما أفضل الكتاب المعاصرين فهو إيفان بونين، وسرعان ما سيغدو هذا واضحاً لكل من يحب الأدب واللغة الروسية. ولكنه قال أيضاً، بصدد قصته تفاح أنطوان: (عَطِرٌ هو تفاح أنطوان، أجل، ولكنه مع ذلك يفوح برائحة غير ديمقراطية...)، كما أورد غوركي نفسه أيضاً، في إحدى مقالاته، ما قاله أحد الأدباء الناشئين، وكان فلاحاً فيما مضى، عن بونين: إنه يعتبر الفلاحين كائنات مشوهة لا علاج لها، نحن بالنسبة إليه حيوانات تسعى على أربع. كان من الأفضل له أن يحاول مساعدتنا كي نقف على قوائمنا الخلفية بدلاً من أن يتغنى بماضي النبلاء. إن موقف غوركي المتناقض من بونين يعكس تناقض بونين الداخلي مع ذاته، والمجتمع المحيط به آنذاك. ويكمن جوهر تناقضه في محاولته الاصطناعية المعاكسة للتاريخ، لربط مصير الفلاحين والنبلاء وتوحيدهم في وجه الرأسمالية المنقضة. ولد بونين عام 1870 في فارونج وترعرع في هدوء الحقول العميق، وسط طبيعة غنية بالتربة السوداء وفقيرة بالمناظر الجميلة بدأ حياته الأدبية شاعراً، وكان يقلد في قصائد فتوته أشعار بوشكين وليرمنتوف، وفي بداية التسعينات كتب قصصه الأولى. قال بونين عن إبداعه المبكر ما يلي: كان كل شيء يبدو لي في ذلك الوقت، آسراً: البشر والطبيعة وبيت الجدة العتيق ذو النوافذ الملونة، والضياع المجاورة والصيد والكتب التي كان مظهرها فحسب يمنحني متعة جسدية، وكل زهرة، وكل أريج. وقد واصل في تصوير الطبيعة تقاليد الأدب الروسي الكلاسيكي، وأسلوب تورغينيف الشاعري بشكل خاص. تكاد قصص بونين، من حيث جنسها الأدبي المتميز وبنائها، تكون استمراراً لشعره. إنها تشكل ما يشبه شعراً منثوراً. ومشاهد الطبيعة تشغل في قصصه، كما في قصائده، مكانة هامة. فهي مرتبطة أوثق الارتباط بانفعالات أبطاله النفسية. إن الطبيعة تبث نَفَساً متفائلاً في عالم الشخصية الداخلي، الغارق في التأملات الحزينة، هذا فضلاً عن أن الطبيعة بالنسبة لبونين، مصدر متجدد دائماً لبهاء العالم. نلاحظ لدى بونين، منذ قصصه الأولى، الفكرة التالية: ثمة مصير مشترك يجمع ما بين النبلاء والفلاحين، فالرأسمالية تهددهما معاً بالهلاك. ولقد تضمن هذا الموقف نزعة معادية للرأسمالية ذات طبيعة خاصة يمكن تفسيرها بمميزات تلك الحقبة من الزمن، وبموقع بونين الاجتماعي نفسه. كان الكاتب، في ظروف الرأسمالية الصاعدة، يحاول بإصرار توحيد الفلاحين والنبلاء في وجه هذا الوحش الضاري الذي يدفع بهما إلى البؤس والإفلاس. إن حب بونين للشعب، وحنينه إلى الماضي المنصرم يملكان جذراً مشتركاً ألا وهو رعبه من الرأسمالية. إنه يصور الجوع، والخراب الذي يقوض القرى، ويتذكر ذلك الزمن الماضي الجميل عندما كان الفلاح يعيش، حسب رأيه، حياة هادئة وديعة. هذه الفكرة تخترم قصة تفاح أنطوان كلها. كما أن قصصه حافلة بالتعاطف مع الفلاحين والشفقة عليهم ولكنها لا تفوح حتى بما يشبه احتجاجاً اجتماعياً. إن ديمقراطية بونين تكمن في ذلك التعاطف مع القاع الاجتماعي، وفي موقفه النقدي من الأوساط الأرستقراطية، ولكن هذه الديمقراطية تتسم بشيء من ضيق الأفق والوسطية، إذ لم تمض أبعد من هذا. غير أن قصص بونين، رغم كونها تخلو من أي احتجاج حاد، تقدم مادة غنية باهرة وأمينة عن مصائر القرية المعاصرة له، وعن إفلاس وآلام الفلاحين في ذلك العهد. عشية الثورة الروسية الأولى، ثورة 1905، اقترب بونين كثيراً من التجمعات الروسية الديمقراطية، ومن المهم الإشارة إلى أنه قد تعاون، بين خريف 1900 وربيع 1901 مع مجلة الماركسيين العلنيين (الحياة) وأنه ربط نشاطه الأدبي، ولفترة طويلة، مع دار النشر الديمقراطية (المعرفة) التي يرأسها غوركي. من الطبيعي أن بونين كان بعيداً دائماً عن ماركسية غوركي وعقيدته البروليتارية الثورية، ولكنه كمعظم الكتاب الواقعيين الديمقراطيين الملتفين حول المعرفة كان معادياً للرجعية والاستبداد والعنف وكل مظهر من مظاهر الظلم واللامساواة، مخلصاً لنزعته الإنسانية، وحبه العميق للشعب الروسي المضطهد. عندما قامت ثورة شباط البرجوازية عام 1917 قابلها بونين بسخرية واستخفاف، أما ثورة أكتوبر الاشتراكية فقد وقف منها موقفاً معادياً ودانها بحدة. إذ انتابه الرعب من انقلاب الموجيك الروسي، ومن رؤية تلك الطاقة الهائلة التي تحررت من قمقمها، وراحت تحطم بلا رحمة كل أعمدة المجتمع القديم. عام 1918 رحل وزوجته من موسكو إلى الجنوب، وقضى في أوديسا عاماً ونصف، وفي عام 1920 غادر وطنه إلى فرنسا وعاش فيها بقية حياته، ولكنه ظل، إلى آخر لحظة من عمره، يحن إلى روسيا، ويحترق بذكرياته عنها. كتب إلى صديقه القديم تيلشوف عام 1941: صرت أشيب، يائساً، نحيلاً، ولكنني مازلت ساما ولدي رغبة حارقة في العودة إلى الوطن. وقد أعاقت عودته عوامل عديدة أهمها نشوب الحرب. بعد انتهاء الحرب، عام 1946، التقى بونين بالكاتب السوفييتي المعروف كونستانتين سيمونوف الذي قدم إلى فرنسا ضمن وفد رسمي ومرة أخرى تطرق الحديث إلى العودة للوطن. فقال بونين: أرجو أن تفهمني: من الصعب علي أعود إلى وطني شيخاً هرماً، فكل أصدقائي وكل أهلي يرقدون الآن في قبورهم، وسأسير هناك وكأنني أعبر مقبرة. كان يشق على بونين أن يجد نفسه غريباً في وطنه بعد تلك الغربة الطويلة، التي اختارها بمحض إرادته. جدير بالذكر أن بونين نال جائزة نوبل عام 1933 وأنه توفي في فرنسا عام 1953. أهم أعماله الأخرى: رواية حياة أرسينيف، والقصة الطويلة القرية.

إيفـان بونـين.pdf

تفاصيل كتاب إيفـان بونـين.pdf

للمؤلف: محمود عبد الواحد
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 1
مرات الارسال: 30

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: محمود عبد الواحد

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: