حقيقة.!

المطالعة للنفس كالرياضة للجسم.

عادات ومعتقدات في محافظة حمص.pdf

للمؤلف: خالـد عواد الأحمـد
وُجدت المعتقدات الشعبية عند مختلف الأمم والشعوب ولدى كل الناس ريفيين كانوا أم حضريين، أميين أم مثقفين ولكن بدرجات متفاوتة، وهناك ظواهر ثقافية متشابهة في مختلف أنحاء العالم يُطلق عليها اسم النظائر الثقافية وهي ترجع إلى عمليات ثقافية كالتقارب والانتشار، فنجد الأرواح والشياطين والقديسين عند معظم الشعوب تحت أسماء مختلفة ولكن طبيعتها وماهيتها واحدة أو متشابهة. وتكتسب المعتقدات الشعبية في كل مجتمع أهمية خاصة باعتبارها أعراف غير مكتوبة تؤمن بها الجماعة بإرادتها، لقناعتها التامة بصدقها. وقد ترسّخت معتقدات الأفراد والجماعات على مدى العقود والقرون بسبب تكرارها في السلوكيات والأفكار حتى باتت أشبه بالقواعد العامة التي ترعى النظام الاجتماعي وتضبط إيقاعه، ومنذ وُجد الإنسان على الأرض بدأ يكيّف حياته على المعتقدات ، يراقب ويلاحظ الظواهر الطبيعية ويحاول إيجاد تفسير لها، ومع مرور مئات بل آلاف السنين استطاع الإنسان العاقل أن يرسم رؤيته لهذه الحياة، ولم يكن ابن منطقتنا - شرق المتوسط - بعيداً عن هذه التطورات، ومع حدوث ظواهر لم يألفها الإنسان، أخذ يراقب نتائجها وتكوّنت لديه خبرة وتجربة في الحياة وظفها في خدمة معتقداته النابعة من بيئته وزمانه ومدى تطوره ورؤيته للأمور غير المعزولة عن وضعه الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والنفسي، فهو يتفاءل بالربيع والصيف لتوفر الخضرة والفواكه وجمال الطبيعة، ويتشاءم من الظواهر التي عجز العقل البشري عن حل لغزها فربطها في بعض الأحيان بالمصائب والكوارث كالنجم المذنّب والخسوف والكسوف وغيرها من الظواهر الطبيعية. وقد تبدو بعض المعتقدات الشعبية غريبة وشاذة، ولكن الأغرب من ذلك أن بعضها ما زال شائعاً ومترسّخاً في عقول أكثر الناس حظاً من العلم والإدراك وخاصة ما يتعلق منها بالتفاؤل وبالتشاؤم وهما ظاهرتان تعودان إلى أزمان سحيقة من التاريخ، إذ كان للكلدانيين الذين سكنوا منطقة وادي الرافدين وفي مناطق أخرى من الشرق شهرة لا تُبارى في معرفة أساليب التطيّر عن طريق قراءة رئة الطيور وأكبادها وأحشائها، وكانوا يتشاءمون ويتطيّرون من المرأة والدار والفرس وعتبات البيوت ومداخلها والغراب الأسود، وحتى العُطاس والسعال كانوا يتشاءمون منهما. وقد عرف العرب هذه الظاهرة وكانت لهم طقوسهم الخاصة في التطيّر من بعض الكائنات والشهور والوقائع والأشخاص قبل الإسلام وبعده فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الشُّؤْمُ فِي الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالْفَرَسِ. وروى البخاري ومسلم عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ.

عادات ومعتقدات في محافظة حمص.pdf

تفاصيل كتاب عادات ومعتقدات في محافظة حمص.pdf

للمؤلف: خالـد عواد الأحمـد
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 1
مرات الارسال: 29

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: خالـد عواد الأحمـد

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: