حقيقة.!

اذا رأيتم الرجل يمشي على الماء. ويطير في الهواء فلا تغترّوا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة..

مايـك لــي يتحدث عن مايك لي.pdf

للمؤلف: إيمــي رافـاييـــل
يبدأ الأمر كله بتيموثي سبول Timothy Spall. نحن في تشرين الأول 2001، وقد انتهينا لتونا من الحديث عن التمثيل والشفاء من السرطان ومايك لي. فهذه إحدى المقابلات النادرة التي لا أريد إنهاءها على الإطلاق. المصور ينتظر، لذلك نتمشى إلى حديقة صغيرة في وسط لندن. بين اللقطات، يستخرج سبول بلا انتباه أكثر من عشر قطع من الورق من جيب سترته. ينظر إليها ويقطب ويدفع بها لتستقر من جديد في عمق الجيب. وهو قلق من احتمال أن أكون قد رأيت شيئاً، ولو حتى كلمة. هذه الأوراق هي من ملاحظاته عن الفيلم الذي انتهى هو والمخرج لي من إعداده لتوه خلال الصيف. والسرية هي كل شيء بالنسبة لهذا المخرج. وأؤكد لسبول أنني لم أر شيئاً، لكن الفضول يسيطر علي. بعد أسبوع أتحدث هاتفياً مع مايك لي، وأشعر أنني عصبية بشكل غريب، فأنا لا أتوقف عن التفكير بمشاهدة فيلم مهابيل في أيارفي التلفزيون أنا ووالدي حين كنت في التاسعة من العمر. أسأله عن عمله مع سبول. لا نتحدث لفترة طويلة، لكنه يدفعني إلى الضحك. وهو جدّيٌّ أيضاً. يتمتع تيم بهذا الإحساس بالحياة النشيط والحي والمتعاطف والمتفحص، وأعتقد أننا نشترك في ذلك. وهذا ما يتيح لنا التواصل. بعد أقل من سنة، أجري مقابلة شخصية مع مايك لي في مكتبه الصغير في سوهو Soho. وتبدأ المقابلة بجدال، فهناك تشوش حول ما يفترض فينا أن نبحثه: إحدى المجلات أعطتني تعليمات أن أتكلم مع لي باعتباره رجلاً بريطانياً، وهو يفترض أننا هنا لنتحدث عن الكل أو لا شيء، وهو الفيلم الذي كان سبول متحفظاً جداً بالنسبة إليه. ويقول لي إنه لا يرى أفلامه من حيث كونها بريطانية. فهو يقول إن فيلماً من نوع الكل أو لا شيءهو حول -كيف نعيش ونتصل ونبقى.- لا يثبط الجدال عزيمتي وأغادر المكتب في سوهو بإحساس بالفضول الزائد. لست واثقة كيف أنظر إلى لي: فهو حريص جداً على خصوصيته ويتخذ بين الحين والآخر موقف المدافع. لكن هذا الحكم السطحي ليس سوى حكم سطحي. ومن الواضح أنه شخص يستمتع المرء بصحبته وراوي قصص متمرس أيضاً. ولديه معرفة حول عدد مضحك من الأشياء. والأفضل دائماً اللجوء إلى الصراحة معه والاعتراف بالجهل عند الضرورة، لأنه يعرف أيضاً متى تخادع. وهو خشن لكنه لطيف، وفظ لكنه ودود. في أحد أيام عام 2005 سألني لي إن كنت أود أن أعمل معه في إعداد كتابه. لذلك فإنني أمضي ذلك الشتاء وأنا أشاهد اثنين وعشرين فيلماً من أفلامه. كان المفترض أن يكون العدد ثلاثة وعشرين، لكن هيئة الإذاعة البريطانية BBCأرادت توفير أمكنة فمسحت مسرحية الاستديو دقة بدقة(1976) وأضاعتها بصورة نهائية. الشتاء طويل ولكن من الترف والرفاهية مشاهدة أكثر من ثلاثة عقود من الأفلام من لحظات كئيبةفي 1971 إلى فيرا دريكVera Drakeفي 2004 وفق تسلسلها الزمني. وكما يوحي أول أعمال لي في 1971، فإن بعض هذه الأعمال كئيبة، حزينة، بل يائسة. ويمكن أن تكون شديدة الإيلام: الحرج الكئيب في الضواحي، الخروج عن العرف الاجتماعي. ولكنها في نهاية المطاف مجزية، فأنت لا تنسى هذه الأفلام بعد مغادرتك دار السينما. إنها أفلام تبقى معك، عقداً بعد عقد. ورغم أن لي قد لا يرى أن حفلة أبيجيل ومهابيل في أيارهما أفضل أفلامه فحتى هو يقر بأن اللغة والشخصيات في هذين الفيلمين أصبحت مألوفة للعامة. وهكذا فهما قد يكونا كئيبين، لكنهما مضحكان جداً. ومن المؤكد أن ريكي جيرافيز Ricky Geravaisوكارولاين أهيرن Caroline Aherneوجوليا ديفيز Julia Davisيعتقدون ذلك فكلهم ذكروا بصراحة أن لي من الشخصيات التي أثرت فيهم. وبعض الناقدين من المشاهدين لا يرتاحون لكل هذا الضحك: هل نحن نضحك مع بيفرلي Beverleyأو عليها في حفلة أبيجيل؟إذا كان الخيار الثاني هو الجواب فمن المؤكد إذن أن لي يعامل شخصياته بترفع، والكثير منها ينتمي إلى الطبقة العاملة أو المتوسطة الدنيا. التهمة إذن هي أن الشخصيات كاريكاتورية. ومن المغري أن نسأل المشككين عما إذا كان من المهم أننا نضحك مع شخصية ديفيد برنت David Brentالتي قدمها جيرافيز أو عليها.

مايـك لــي يتحدث عن مايك لي.pdf

تفاصيل كتاب مايـك لــي يتحدث عن مايك لي.pdf

للمؤلف: إيمــي رافـاييـــل
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 0
مرات الارسال: 25

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: إيمــي رافـاييـــل

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: