حقيقة.!

هناك دافعان لقراءة كتاب ما: الأول هو الاستمتاع به، والثاني هو التباهي بقراءته.

مسـألـة الحريـة في الفكر الإسلامي جزء1.pdf

للمؤلف: أبو عمران الشيخ - تقديم : روجيـه أرنالديـز
لا شكّ في أنّ مشكلة أو لغز حريتنا من أكثر المشكلات إرباكاً للفكر الإنساني. فعلى مرّ العصور، بذل الفلاسفة واللاهوتيون جهوداً جبّارة في محاولة حلّها، أو على الأقل في إلقاء بعض الضوء عليها. ولئن كان الفكر يصطدم أثناء ذلك بمصاعب يبدو التغلّب عليها مستحيلاً، فالإيمان يضيف إليها أسئلته الخاصة، وهو أمرٌ لا يبسّط مهمّة التفكير. للوهلة الأولى، يبدو الإيمان بإلهٍ واحدٍ كلّي القدرة وكأنّه يترك مجالاً ضئيلاً لدى المخلوقات للأفعال التي قد تفلت من الإرادة والأوامر الإلهية، وباختصار تفلت من قدرة الخالق الخلاّقة. يؤكّد القرآن المنزل في عددٍ كبيرٍ من آياته أنّ ربّ العالمين يتصرّف كما يشاء ويفعل ما يشاء ويختم على القلوب ويصمّ الآذان ويضع عصبةً على عيني من يشاء. ولئن كان بوسعنا بالتأكيد تفسير هذه العبارات تفسيراً رمزياً مع احترام حرّية الاختيار، فهنالك حديثٌ يدعو إلى مزيدٍ من التفكير: سئل النبي إن كان مسموحاً القيام بممارسةٍ لمنع الحمل. كانت تلك المسألة مطروحةً منذ ذلك الزمن، ولم تكن مجرّد تأمّلٍ نظري. فأجاب رسول الله بأنّ ذلك غير جائز. لكن، قيل له، ماذا لو اتخذ المرء احتياطاتٍ أثناء العلاقات الجنسية كيلا يتمّ حمل، فهل يكون ذلك مخالفاً لخطة الله في الخلق؟ يبدو إذاً أنّنا نتمتع بهذه القدرة. وأجاب محمّد بأنّه مهما فعل الإنسان، فلن يحدث إلاّ ما قرّره الله. يستدعي هذا الردّ لدى فيلسوفٍ مثل سبينوزا ما كتبه عن حجرٍ رُمي، لو كان يعي حركته لاعتقد أنّه يتحرّك بحرّية. هكذا، فإنّ إحساس الكائن العاقل بأنّه يستطيع التفكّر والاختيار واتخاذ قرارٍ والقيام بالفعل وفقاً لذلك القرار هو مجرّد وهم. الله هو الذي أراد في حقيقة الأمر وخلق أفعاله التي نظنّ أنها حرّة. في مقابل فكرة حرّية الإرادة، نجد فكرة خلق الأفعال البشرية. وقد دعمت عدّة مدارس فقهية إسلامية وجهة النظر هذه، ببعض الفروق فيما بينها. يقول الأشاعرة بخاصّة: كيف يمكن أن ينتج فعلٌ وحيدٌ عن فاعلين اثنين، الله والإنسان؟ أو كيف يمكن أن يتخلّى الله عن كامل قدرته في الخلق ليمنح جزءاً منها لأحد مخلوقاته؟ سيكون الأمر سخيفاً في كلا الحالتين. حرية الاختيار ليست فحسب مستحيلةً في ما يخصّ الإنسان، وهو بكلّيته في يد الله الذي شكّله ويبقيه، بل كذلك في ما يخصّ الله؛ فمثلما يستحيل ألاّّ يكون الله إلاّ واحداً لا شريك له، كذلك يستحيل أن يخلق كائناً حرّاً، أي مستقلاًّ عنه، جزئياً على الأقل، وخالقاً لأفعاله.

مسـألـة الحريـة في الفكر الإسلامي جزء1.pdf

تفاصيل كتاب مسـألـة الحريـة في الفكر الإسلامي جزء1.pdf

للمؤلف: أبو عمران الشيخ - تقديم : روجيـه أرنالديـز
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 0
مرات الارسال: 29

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: أبو عمران الشيخ - تقديم : روجيـه أرنالديـز

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: