حقيقة.!

ليس ثمة سفينة كالكتاب، تنقلنا بعيداً بعيداً.

وقائع الندوة الثقافية الحوار الوطني من أجل سورية.pdf

للمؤلف: إعداد وتوثيق أ. نـزيـه الخـوري
كلمة راعي الندوة أ. الدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة السيدات والسادة الأدباء والكتاب وأهل الفكر والسياسة أيُّها الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسعدني أن أرحب بكم وأن أشكركم على تلبية دعوة وزارة الثقافة للمشاركة في هذه الندوة التي تتناول موضوعاً بات اليوم الأكثر إلحاحاً وأهميةً، ألا وهو الحوار الوطني من أجل سورية، لنبحث سويَّة في دور المثقف في هذا الحوار، وفي أهمية تكريس ثقافة الحوار وسيلة للتقارب، وسبيلاً لتفادي انحرافات التعصب التي تؤجج المشاعر السلبية، وتفضي لنزاعات مدمّرة. نجتمع اليوم في رحاب هذا الصرح الثقافي، إدراكاً منَّا جميعاً لأهمية الحوار كوسيلة للتقارب والتفاهم، للخروج برؤى لحل الأزمة التي يعيشها وطننا الغالي، وتعبيراً عن رغبة صادقة، برؤية حِراكٍ ثقافي مثمر، يبدد ظلمات الجهل، ويسهم في تحقيق التواصل بين أبناء الوطن الواحد، أملاً في بناء مستقبل نريده مشرقاً لوطننا الحبيب ولشعبنا العظيم. أيَّتها السيدات... أيُّها السادة: قد يرى البعض أنَّ مفهوم الحوار والانفتاح على الآخر، وتقبّله على اختلافه، مفهوم جديد على ثقافتنا العربيَّة. لكننا أبناء سورية العظيمة.. مهد الحضارات، أرض البطولات والتاريخ المشرّف، منبع الأبجدية والفنون، سورية التي وصلت الشرق بالغرب وصدّرت الفكر والإبداع إلى العالم منذ آلاف السنين.. نحن السوريين - من وقف في وجه الغزاة والمحتلين، وصدّ المغول والصليبيين، وسطّر ملاحم البطولة ضد المستعمر الفرنسي والصهاينة المعتدين. كيف لنا نحن بناة الحضارة أن نرفض التحاور فيما بيننا؟ وهل يمكن لحضارة أن تبنى دون حوار؟ إنَّه لأمر محزن أن نجتمع اليوم، ووطننا يمرّ بأوقات عصيبة، ترتكب جرائم بشعة بحق شعبنا، وتدمر بنانا التحتية، ويعتدى على تراثنا، وما يمثّله من قيم حضارية أثرت الفكر والإبداع الإنساني. التراث الإنساني يدمّر والحضارة تشوّه رموزها ومعالمها، بينما يقف العالم متفرجاً متباكياً، لا بل مؤججاً للفتنة، ليسفك المزيد من الدم السوري، وتزيد المعاناة وتهدم الأوطان. اليوم سورية الوطن... سورية الأم... سورية الحضن الذي نفتقد دفأه... سورية التاريخ والحضارة، تنادي مثقفيها بمختلف قناعاتهم ومواقفهم وانتماءاتهم العقائدية واسطفافاتهم السياسية، ليغلّبوا حبهم لسورية على أي حب آخر، وانتماءهم الوطني على كل انتماء، وأن يثقوا بقدرتهم على أن يكونوا فاعلين لا منفعلين، وأن يتحلوا بالشجاعة الكافية ليتحاورا فيما بينهم وصولاً إلى عقد اجتماعي يؤسس لبناء مستقبل أفضل، كي تعود سورية، كما كانت، بلد الخير والوئام والمحبة. فالحوار اليوم أداتنا للوصول إلى تحديد أي سورية نريد، وإلى أي وطن نطمح.. وأي مستقبل يليق بأطفالنا. مطلوب منَّا جميعاً سلوك الطريق الوطني البيّن العريض، تحت سماء الوطن الواسعة، في هذه الأرض الطيبة الجامعة. علينا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن نضطلع بدورنا الحقيقي في بناء منظومة اجتماعية تقوم على ثقافة المواطنة التي يتقدّم فيها الولاء للوطن على أيّ ولاء آخر. إنَّ الثقافة بمعناها الواسع تشمل كل ما ينهض بالنفس البشرية من جمال وعلم وأخلاق، ليفجر طاقاتها ويخرج أجمل ما فيها، فهي تنمي الذوق وتهذب الخلق، وتوجه سلوك الفرد بأن تؤمّن له المعايير التي تمكّنه من تمييز الخطأ من الصواب، وتجعله يتجاوز ذاته سعياً للأفضل وتطويراً لنفسه ولمجتمعه. من هذا المنطلق، ندعو المثقفين جميعاً لأن يمارسوا دورهم كاملاً في إعادة بناء الأخلاق وتنمية الوعي المجتمعي العام بتعزيز الانتماء الوطني والتمسك بالهوية والوحدة الوطنية، وتحصين الفكر ضد انحرافات التعصّب والتغييب والإقصاء، حفاظاً على نسيج وطني متين منيع، يتيح لكل أبناء الوطن العمل معاً، يداً بيد، لخير وطنهم وخير الإنسان فيه. إنَّ الحوار الحقيقي الناجع لا يكون إلا بتضافر جهود قادة الرأي من مثقفين وأدباء ومفكرين وسياسيين وإعلاميين ورجال دين. وهذا يتطلب منهم جميعاً قناعة صادقة وإيماناً راسخاً بضرورة تغليب لغة التواصل القائم على التسامح والاحترام المتبادل وضمان كرامة كل الأطراف المتحاورة، وصولاً إلى التصالح مع الذات والآخر، إلى السكينة والسلام. من دون الحوار، أيَّتها السيدات أيُّها السادة، تتداعى العلاقات الإنسانية وتتجمد العقول، وتنهب الصروح وتخرّب المؤسسات، وتدمّر الأوطان وتأفل الحضارات. ولا إصلاح إلا بحراك ثقافي هادئ منهجي، قائم على التسامح والمحبة والغيرة على الوطن ومستقبله. ندوتنا يمكن أن تؤسس لرؤى وأفكار وآراء تمهّد الطريق وتزرع الأمل، من أجل بناء وطن سالم آمن مزدهر. فما زال في الأفق صفحات بيضاء نستطيع أن نخطَّ عليها كلمات التسامح والمحبة والتلاقي. لنعاود اللقاء بغية التلاقي، لقاء العقول المنفتحة على لغة الحكمة، لقاء القلوب العامرة بحب الوطن، لقاء الأيدي البنَّاءة التي لا تتخاذل ولا تنكفئ، الأيدي الممدودة، حاملة الرسالة، رسالة المثقف المستنير، الباني للعقول والأوطان. أشكركم مرة أخرى، وأتمنى لندوتكم النجاح في أعمالها.. ولوطننا الرسو على شاطئ السلامة والاستقرار. والسلام عليكم ورحمة الله.

وقائع الندوة الثقافية الحوار الوطني من أجل سورية.pdf

تفاصيل كتاب وقائع الندوة الثقافية الحوار الوطني من أجل سورية.pdf

للمؤلف: إعداد وتوثيق أ. نـزيـه الخـوري
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 1
مرات الارسال: 28

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: إعداد وتوثيق أ. نـزيـه الخـوري

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: